( ياغافلا وله في الدهر موعظة ... إن كنت في سنة فالدهر يقظان ) .
( وماشيا مرحا يلهيه موطنه ... أبعد حمص تغر المرء أوطان ) .
( تلك المصيبة أنست ما تقدمها ... وما لها من طول الدهر نسيان ) .
( يا راكبين عتاق الخيل ضامرة ... كأنها في مجال السبق عقبان ) .
( وحاملين سيوف الهند مرهفة ... كأنها في ظلام النقع نيران ) .
( وراتعين وراء البحر في دعة ... لهم بأوطانهم عز وسلطان ) .
( أعندكم نبأ من أهل أندلس ... فقد سرى بحديث القوم ركبان ) .
( كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ... قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ) .
( ماذا التقاطع في الإسلام بينكم ... وأنتم يا عباد الله إخوان ) .
( ألا نفوس أبيات لها همم ... اما على الخير أنصار وأعوان ) .
( يامن لذلة قوم بعد عزهم ... أحال حالهم كفر وطغيان ) .
( بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم ... واليوم هم في بلاد الكفر عبدان ) .
( فلو تراهم حيارى لا دليل لهم ... عليهم من ثياب الذل ألوان ) .
( ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ... لهالك الأمر واستهوتك أحزان ) .
( يا رب أم وطفل حيل بينهما ... كما تفرق أرواح وأبدان ) .
( وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت ... كانما هي ياقوت ومرجان ) .
( يقودها العلج للمكروه مكرهة ... والعين باكية والقلب حيران ) .
( لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان ) .
انتهت القصيدة الفريدة ويوجد بأيدي الناس زيادات فيها ذكر غرناطة وبسطة وغيرهما مما أخذ من البلاد بعد موت صالح بن شريف وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته ومن له أدنى ذوق علم أن ما يزيدون فيها من الأبيات ليست تقاربها في البلاغة وغالب ظني أن تلك الزيادة لما أخذت غرناطة وجميع بلاد الأندلس إذ كان أهلها يستنهضون همم الملوك