( أعاد إليها الأنس بعد شروده ... وأحيا لنا ماكان منه أبيدا ) .
( ولين أيام الزمان بعدله ... وكانت حديدا في الخطوب حديدا ) .
( فلا ليلة إلا يروقك حسنها ... ولا يوم إلا عاد يفضل عيدا ) .
ومنها يصف حال الأندلس ويبعث على الجهاد .
( ألا ليت شعري هل يمد لي المدى ... فأبصر شمل المشركين طريدا ) .
( وهل بعد يقضى في النصارى بنصرة ... تغادرهم للمرهفات حصيدا ) .
( ويغزو أبو يعقوب في شنت ياقب ... يعيد عميد الكافرين عميدا ) .
( ويلقي على إفرنجهم عبء كلكل ... فيتركهم فوق الصعيد هجودا ) .
( يغادرهم جرحى وقتلى مبرحا ... ركوعا على وجه الفلا وسجودا ) .
( ويفتك من أيدي الطغاة نواعما ... تبدلن من نظم الحجول قيودا ) .
( وأقبلن في خشن المسوح وطالما ... سحبن من الوشي الرقيق برودا ) .
( وغبر منهن التراب ترائبا ... وخدد منهن الهجير خدودا ) .
( فحق لدمعي أن يفيض لأزرق ... تملكها دعج المدامع سودا ) .
( ويا لهف نفسي من معاصم طفلة ... تجاوز بالقد الأليم نهودا ) .
( ويا أسفا ما إن يزال مرددا ... على شمل أعياد أعيد بديدا ) .
( وآها تمد الصوت منتحبا على ... خلو ديار لو يكون مفيدا ) .
وقال في آخرها وهو مما استحسنه الناس .
( حملت إليه من نظامي قلادة ... يلقبها أهل الكلام قصيدا ) .
( غدت يوم إنشاد القريض وحيدة ... كما قصدت في المعلوات وحيدا ) .
ولما تمهدت الأندلس لعبدالمؤمن وبنيه كان لهم فيها وقائع مع عدو الدين واجتاز إليها عبدالؤمن ثم لما ولي بعده ملكه ابنه يوسف دخل الأندلس سنة 566 وفي صحبته مائة ألف فارس من العرب والموحدين فنزل بإشبيلية