( يبدي النهار بها من ضوئه شنبا ... ويطلع الليل من ظلمائه لعسا ) .
( ماضى العزيمة والأيام قد نكلت ... طلق المحيا ووجه الدهر قد عبسا ) .
( كأنه البدر والعلياء هالته ... تحف من حوله شهب القنا حرسا ) .
( تدبيره وسع الدنيا وما وسعت ... وعرف معروفه واسى الورى وأسا ) .
( قامت على العدل والإحسان دولته ... وأنشرت من وجود الجود ما رمسا ) .
( مبارك هديه باد سكينته ... ماقام إلا إلى حسنى وما جلسا ) .
( قد نور الله بالتقوى بصيرته ... فما يبالي طروق الخطب ملتبسا ) .
( برى العصاة وراش الطائعين فقل ... في الليث مفترسا والغيث مرتجسا ) .
( ولم يغادر على سهل ولا جبل ... حيا لقاحا إذا وافيته بخسا ) .
( فرب أصيد لا تلفي به صيدا ... ورب أشوس لا تلقى له شوسا ) .
( إلى الملائك ينمى والملوك معا ... في نبعة أثمرت للمجد ما غرسا ) .
( من ساطع النور صاغ الله جوهره ... وصان صيقله أن يقرب الدنسا ) .
( له الثرى والثريا خطتان فلا ... أعز من خطتيه ما سما ورسا ) .
( حسب الذي باع في الأخطار يركبها ... إليه محياه أن البيع ما وكسا ) .
( إن السعيد امرؤ ألقى بحضرته ... عصاه محتزما بالعدل محترسا ) .
( فظل يوطن من أرجائها حرما ... وبات يوقد من أضوائها قبسا ) .
( بشرى لعبد إلى الباب الكريم حدا ... آماله ومن العذب المعين حسا ) .
( كأنما يمتطي واليمن يصحبه ... من البحار طريقا نحوه يبسا ) .
( فاستقبل السعد وضاحا أسرته ... من صفحة فاض منها النور وانعكسا ) .
( وقبل الجود طفاحا غواربه ... من راحة غاص فيها البحروانغمسا ) .
( يا أيها الملك المنصور أنت لها ... علياء توسع أعداء الهدى تعسا ) .
( وقد تواترت الأنباء أنك من ... يحيي بقتل ملوك الصفر أندلسا )