المسلمين أبي الحجاج ابن أمير المسلمين أبي الوليد ابن فرج بن نصر سلام كريم طيب بر عميم يخص مقامكم الأعلى ورحمة الله تعالى وبركاته .
اما بعد حمد الله الذي لا راد لأمره ولا معارض لفعله مصرف الأمر بحكمته وقدرته وعدله الملك الحق الذي بيده ملاك الأمر كله مقدر الآجال والأعمار فلا يتأخر شيء عن ميقاته ولا يبرح عن محله جاعل الدنيا مناخ قلعة لا يغتبط العاقل بمائه ولا بظله وسبيل رحلة فما أكثب ظغنه من حله ومولانا محمد صفوة خلقه وخيرة أنبيائه وسيد رسله الذي نعتصم بسببه الأقوى ونتمسك بحبله ونمد يد الافتقار إلى فضله ونجاهد في سبيله من كذب به أو حاد عن سبله ونصل إليه ابتغاء مرضاته ومن أجله والرضى عن آله وأحزابه وانصاره وأهله المستولين من ميدان الكمال على خصله والدعاء الأعلى بعز نصره ومضاء فصله فإنا كتبناه إليكم كتب الله تعالى لكم وقاية لا تطرق الخطوب حماها وعصمه ترجع عنها سهام النوائب كلما فوقها الدهر ورماها وعناية لا تغير الحوادث اسمها ولا مسماها وعزا يزاحم اجرام الكواكب منتماها من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى ونعم الله سبحانه تتواتر لدينا دفعا ونفعا وألطافه نتعرفها وترا وشفعا ومقامكم الأبوي هو المستند الأقوى والمورد الذي ترده آمال الإسلام فتروى وتهوي إليه أفئدتهم فتجد ما تهوى ومثابتكم العدة التي تأسست مبانيها على البر والتقوى .
وإلى هذا وصل الله تعالى سعدكم وأبقى مجدكم فإننا لما نعلم من مساهمة مجدكم التى تقتضيها كرام الطباع وطباع الكرم وتدعو إليها ذمم الرعي ورعي الذمم نعرفكم بعد الدعاء لملككم بدفاع الله تعالى عن ارتقائه وإمتاع المسلمين ببقائه بما كان من وفاة مولانا الوالد نفعه الله تعالى بالشهادة التى ألبسه حلتها والشهادة التى في اعماله الزكية كتبها والدرجة العالية التى حتمها له وأوجبها وبما تصير إلينا من أمره وضم بنا من نشره وسدل على من