اما بعد حمدالله الذي فسح لملككم الرفيع في العز مدى وعرفه عوارف آلائه وعوائد النصر على اعدائه يوما وغدا وحرس سماء علائه بشهب من قدره وقضائه ( فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) ( الجن : 9 ) وجعل نجح اعماله وحسن مآله قياسا مطردا فرب مريد ضره ضر نفسه وهاد إليه أهدى وماهدى ومولانا محمد نبيه ورسوله الذي ملأ الكون نورا وهدى وأحيا مراسم الحق وقد صارت طرائق قددا أعلى الألنام يدا وأشرفهم محتدا الذي بجاهه نلبس أثواب السعادة جددا ونظفر بالنعيم الذي لا ينقطع أبدا والرضى عن آله وأصحابه الذين رفعوا لسماء سنته عمدا واوضحوا من سبيل اتباعه مقصدا وتقبلوا شيمه الطاهرة ركعا وسجدا سيوفا على من اعتدى ونجوما لمن اهتدى حتى علت فروع ملته صعدا وأصبح بناؤها مديدا مخلدا والدعاء لمقامكم الأسمى بالنصر الذي يتوالى مثنى وموحدا كما جمع لملككم ما تفرق من الألقاب على توالى الأحقاب فجعل سيفكم سفاحا وعلمكم منصورا ورأيكم رشيدا وعزمكم مؤيدا فإنا كتبناه إليكم كتب الله تعالى لكم صنعا يشرح للإسلام خلدا ونصرا يقيم للدين الحنيف أودا وعزما يملأ أفئدة الكفر كمدا وجعلكم ممن هيأ له من أمره رشدا ويسر لكم العاقبة الحسنى كما وعد في كتابه العزيز والله أصدق موعدا من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه إلا استطلاع سعودكم في آفاق العناية واعتقاد جميل صنع الله في البداية والنهاية والعلم بأن ملككم تحدى من الظهور على أعدائه بآية وأجرى جياد السعد في ميدان لا يحد بغاية وخرق حجاب المعتاد بما لم يظهر إلا لأصحاب الكرامة والولاية ونحن على ما علمتم من السرور بما يهز لملككم المنصور عطفا ويسدل عليه من العصمة سجفا نقاسمه الارتياح لمواقع نعم الله تعالى نصفا ونصفا ونعقد بين أنباء مسرته وبين الشكر لله حلفا ونعد التشيع له مما يقربنا إلى الله زلفى ونؤمل