ورجاؤنا في استئناف سعادتكم يشتد على الأوقات ويقوى علما بأن العاقبة للتقوى وفي هذه الأيام عميت الأنباء وتكالبت في البر والبحر الأعداء واختلفت الفصول والأهواء وعاقت الوراد الأنواء وعلى ذلك من فضل الله الرجاء ولو كنا نجد للاتصال بكم سببا أو نلفى لاعانتكم مذهبا لما شغلنا البعد الذي بيننا اعترض والعدو بساحتنا في هذه الأيام ربض وكان خديمكم الذي رفع من الوفاء راية خافقة واقتنى منه في سوف الكساد بضاعة نافقة الشيخ الأجل الأوفى الأود الأخلص الأصفى أبو محمد ابن أحبانا سنى الله ماموله وبلغه من سعادة أمركم سوله وقد ورد على بابنا وتحيز إلى اللحاق بجنابنا ليتيسر له من جهتنا القدوم ويتأتى له بإعانتنا الغرض المروم فبينما نحن ننظر في تتميم غرضه وإعانته على الوفاء الذي قام بمفترضه إذ اتصل بنا خبر قرقورتين من الأجفان التى استعنتم بها على الحركة والعزيمة المقترنة بالبركة حطت إحداهما بمرسى المنكب والأخرى بمرسى المرية في كنف العناية الإلهية فتلقينا من الواصلين فيها الأنباء المحققة بعد التباسها والأخبار التى يغني نصها عن قياسها وتعرفنا ماكان من عزمكم على السفر وحركتكم المعروفة باليمن والظفر وانكم استخرتم الله تعالى في اللحاق بالأوطان التى يؤمن قدومكم خائفها ويؤلف طوائفها ويسكن راجفها ويصلح أحوالها ويسكن أهوالها وأنكم سبقتم حركتها بعشرة أيام مستظهرين بالعزم المبرور والسعد الموفور واليمن الرائق السفور والأسطول المنصور فلا تسألوا عن انبعاث الآمال بعد سكونها ونهوض طيور الرجاء من وكونها واستبشار الأمة المحمدية منكم بقرة عيونها وتحقق ظنونها وارتياح البلاد إلى دعوتكم التى ألبستها ملابس العدل والإحسان وقلدتها قلائد السير الحسان وما منها إلا من باح بما يخفيه من وجده وجهر