وسوء فكرة فلما تم أقطع الهجران فهو اليوم ممتنع البوم وحظ الخراب فلا حول ولا قوة إلا بالله حتى جاء أمر الله خالي الصحيفة من البر صفر اليد من العمل الصالح نعوذ بالله من نكيره ونسأله الإلهام والسداد والتوفيق والرشاد وقد بذلنا جهدنا قولا وفعلا وموعظة ونصحا واستدعينا لتلك الجهة صدقة المسلمين محمولة على أكتاد العباد الضعفاء الذين كانت صدقات فاتحيه رضي الله تعالى عنهم ترفدهم ونوافله تتعهدهم فما حرك ذلك الجؤار حلوبا ولا استدعى مطلوبا ولا رفدا مجلوبا فإلى متى تنضى ركاب الصبر وقد بلغ الغاية واستنفد البلالة بعد أن اعاد الله تعالى العهد وجبر المال وأصلح السعي وأجرى ينابيع الخير وانشق رياح الإقالة وجملة ما نريد أن نقرره فهو الباب الجامع والقصد الشامل والداعي والباعث ان صاحب قشتالة لما عاد إلى ملكه ورجع إلى قطره جرت بيننا وبينه المراسلة التى أسفرت بعدم رضاه عن كدحنا لنصره ومظاهرتنا إياه على أمره وإن كنا قد بلغنا جهدا وأبعدنا وسعا واجلت عن شروط ثقيلة لم نقبلها وأغراض صعبة لم نكملها ونحن نتحقق انه غما إما تهيج حفيظته وتثور إحنته فيكشف وجه المطالبة مستكثرا بالأمة التى داس بها أهل قشتالة فراجع أمره غلابا وحقه ابتزازا واستلابا أو يصرفها ويهادن المسلمين بخلال ما لايدع جهة من جهات دينه الغريب إلا عقد معها صلحا وأخذ عليها بإعانتها إياه عهدا ثم تفرغ إلى شفاء غليله وبلوغ جهده ولا شك انها تجيبه صرف لبأسه عن نحورها ومقارضة كما وقع باطريرة من مضيق صدورها ومؤسف جمهورها وكل من له دين ما فهو يحرص على التقرب إلى من دانه به وكلفه وظائف تكليف رجاء لوعده وخوفا من وعيده وبالله ندفع ما لانطيق من جموع تداعت من الجزر ووراء البحور والبر المتصل الذي لا تقطعه الرفاق ولا تحصي ذرعه الحذاق وقد أصبحنا بدار غربة ومحل روعة ومفترس نبوة ومظنة فتنة والإسلام عدده قليل ومنتجعه في هذه البقعة جديب وعهده بالإرفاد والإمداد