عتاقها وخلع تربي على عشرة آلاف أطواقها واموال عمت الغني والفقير ورعاية شملت الجميع بالعيش النضير وكف الله ضر الطواغيت عما عداها وما انقلبوا بغير مدرة عفا رسمها وصم صداها .
وقد كان من لطف الله حين قضى باخذ هذا الثغر ان قدر لنا فتح جبل طارق من أيدي الكفر وهو المطل على هذه المدرة والفرصة منها إن شاء الله متيسرة حتى يفرق عقد الكفار ويفرج بهذه الجهة منهم مجاورو هذه الأقطار فلولا إجلابهم من كل جانب وكونهم سدوا مسلك العبور بما لجميعهم من الأجفان والمراكب لما بالينا بإصعاقهم ولحللنا بعون الله عقد اتفاقهم ولكن للموانع أحكام ولاراد لما جرت به الأقلام وقد أمرنا لذلك الثغر بمزيد المدد وتخيرنا له ولسائر تلك البلاد العدد والعدد وعدنا لحضرتنا فاس لتستريح الجيوش من وعثاء السفر وترتبط الجياد وتنتخب العدد لوقت الظهور المنتظر وتكون على أهبة الجهاد وعلى مرقبة الفرصة عند تمكنها في الأعاد .
وعند عودنا من تلك المحاولة تيسر الركب الحجازي موجها إلى هنالكم رواحله فأصدرنا إليكم هذا الخطاب إصدار الود الخالص والحب اللباب وعندنا لكم ماعند أحنى الآباء واعتقادنا فيكم في ذات الله لا يخشى جديده من البلاء وما لكم من غرض بهذه الأنحاء فموفى قصده على أكمل الأهواء موالى تتميمه على أجمل الآراء والبلاد باتحاد الود متحدة والقلوب والأيدي على ما فيه مرضاة الله D منعقدة جعل الله ذلكم خالصا لرب العباد مدخورا ليوم التناد مسطورا في الأعمال الصالحة يوم المعاد بمنه وفضله وهو سبحانه وتعالى يصل إليكم سعدا تتفاخر به سعود الكواكب