البيت الحرام بغيته بان يتفقد أحوال تلك الأوقاف ويتعرف تصرف الناظر عليها وما فعله من سداد وإسراف وأن يتخير لها من يرتضى لذلك ويحمد تصرفه فيما هنالك وخاطبنا سلطانكم في هذا الشأن جريا على الود الثابت الأركان وإعلاما بما لوالدكم C تعالى في ذلك من الأفعال الحسان وكمالكم يقتضي تخليد ذلكم البر الجميل وتجديد عمل ذلكم الملك الجليل وتشييد ما اشتمل عليه من الشكر الأصيل والأجر الجزيل والتقدم بالإذن السلطاني في إعانة هذا الوفد بهذا الكتاب على ما يتوخاه في ذلك الشأن من طرق الصواب وثناؤنا عليكم الثناء الذي يفاوح زهر الربى ويطارح نغم حمام الأيك مطربا .
وبحسب المصافاة ومقتضى الموالاة نشرح لكم المتزايدات بهذه الجهات وننبئكم بموجب إبطاء هذا الخطاب على ذلكم الجناب وذلك انه لما وصلنا من الأندلس الصريخ ونادى مناد للجهاد عزما لمثل ندائه يصيخ أنبأنا أن الكفار قد جمعوا أحزابهم من كل صوب وحتم عليهم باباهم اللعين التناصر من كل أوب وان تقصد طوائفهم البلاد الأندلسية بإيجافها وتنقص بالمنازلة أرضها من أطرافها ليمحوا كلمة الإسلام منها ويقلصوا ظل الإيمان عنها فقدمنا من يشتغل بالأساطيل من القواد وسرنا على إثرهم إلى سبتة منتهى المغرب الأقصى وباب الجهاد فما وصلناها إلا وقد أخذ أخذه العدو الكفور وسدت أجفان الطواغيت على التعاون مجاز العبور واتوا من أجفانهم بما لا يحصى عددا وأرصدوها بمجمع البحر حيث المجاز إلى دفع العدا وتقلصوا عن الانبساط في البلاد واجتمعوا إلى الجزيرة الخضراء أعادها الله بكل من جمعوه من الأعاد لكنا مع انسداد تلك السبيل وعدم أمور نستعين بها في ذلكم العمل الجليل حاولنا إمداد تلكم البلاد بحسب الجهد وأصرخناهم بمن أمكن من الجند وجهزنا أجفانا مختلسين فرصة الإجازة تتردد على خطر بمن جهز للجهاد جهازه وأمرنا لصاحب الأندلس من المال بما يجهز به حركته