وتخلى عن الملك ووصل الى الشام ودفن بالبقاع لا أصل له وإن حكى ابن خلكان بعضه وممن صرح ببطلان هذا القول الشريف الغرناطي في شرح مقصورة حازم وقال إن ذلك من هذيان العامة لولوعهم بالسلطان المذكور .
محمد الناصر ووقعة العقاب .
وولي بعده والده محمد الناصر المشؤوم على المسلمين وعلى جزيرة الأندلس بالخصوص فإنه جمع جموعا اشتملت على ستمائة ألف مقاتل فيما حكاه صاحب الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ودخله الإعجاب بكثرة من معه من الجيوش فصاف الإفرنج فكانت عليه وعلى المسلمين وقعة العقاب المشهورة التى خلا بسببها أكثر المغرب واستولى الإفرنج على أكثر الأندلس بعدها ولم ينج من الستمائة ألف مقاتل غير عدد يسير جدا لم يبلغ الأف فيما قيل وهذه الوقعة هي الطامة على الأندلس بل والمغرب جميعا وماذاك إلا لسوء التدبير فإن رجال الأندلس العارفين بقتال الإفرنج استخف بهم الناصر ووزيره فشنق بعضهم ففسدت النيات فكان ذلك من بخت الإفرنج والله غالب على أمره وكانت وقعة العقاب هذه المشؤومة سنة 609 ولم تقم بعدها للمسلمين قائمة تحمد .
نهاية الموحدين .
ولما مات الناصر سنة عشرين وستمائة ولي بعده ابنه يوسف المستنصر وكان مولعا بالراحة فضعفت الدولة في أيامه وتوفي سنة 620