المنهزمون من أصحاب ابن عباد حين علموا بالتحام الفئتين وصدقوا الحملة فانكشف الطاغية ومر هاربا منهزما وقد طعن في إحدى ركبتيه طعنة بقي يخمع بها بقية عمره .
وعلى سياق ابن خلكان أن ابن تاشفين نزل على أقل من فرسخ من عسكر العدو في يوم الأربعاء وكان الموعد في المناجزة في يوم السبت فعذر الأذفونش ومكر فلما كان سحر يوم الجمعة منتصف رجب أقبلت طلائع ابن عباد والروم في أثرها والناس على طمأنينة فبادر ابن عباد للركوب وبث الخبر في العساكر فماجت بأهلها ووقع البهت ورجفت الأرض وصار الناس فوضى على غير تعبية ولا اهبة ودهمتهم خيل العدو فأحاطت بابن عباد وحطمت ما تعرض لها وتركت الأرض حصيدا خلفها وجرح ابن عباد جرحا أشواه وفر رؤساء الأندلس وتركوا محلاتهم وأسلموها وظنوا انه وهي لا يرقع ونازلة لا تدفع وظن الأذفونش أن السلطان يوسف في المنهزمين ولم يعلم أن العاقبة للمتقين فركب أمير المسلمين واحدق به أنجاد خيله ورجله من صنهاجة رؤساء القبائل وقصدوا محلة الأذفونش فاقتحموها ودخلوها وفتكوا فيها وقتلوا وضربت الطبول وزعقت البوقات فاهتزت الأرض وتجاوبت الجبال والآفاق وتراجع الروم إلى محلاتهم بعد أن علموا أن أمير المسلمين فيها فصدموا امير المسلمين فأفرج لهم عنها ثم كر عليهم فأخرجهم منها ثم كروا عليه فخرج لهم عنها ولم تزل الكرات بينهم تتوالى إلى أن أمر أمير المسلمين حشمه السودان فترجل منهم زهاء أربعة آلاف