قرطبة فعرض عليه القاضي ابن أدهم ماكانوا فيه فقال له ابن عباد أنت رسولي إليه في ذلك فامتنع وإنما أراد أن يبرىء نفسه من ذلك فألح عليه المعتمد فسار إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين فوجده بسبتة وأبلغه الرسالة وأعلمه بما فيه المسلمون من الخوف من الأذفونش ففي الحال أمر بعبور العساكر إلى الأندلس وأرسل إلى مراكش في طلب من بقي من العساكر فأقبلت إليه يتلو بعضها بعضا فلما تكاملت عنده عبر البحر واجتمع بالمعتمد بن عباد بإشبيلية وكان المعتمد قد جمع عساكره أيضا وخرج من أهل قرطبة عسكر كثير وقصده المطوعة من سائر بلاد الأندلس ووصلت الأخبار إلى الأذفونش فجمع عساكره وحشد جنوده وسار من طليطلة وكتب إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين كتابا كتبه له بعض غواة أدباء المسلمين يغلظ له في القول ويصف ما معه من القوة والعدد والعدد وبالغ في ذلك فلما وصله وقرأه يوسف أمر كاتبه أبا بكر ابن القصيرة أن يجيبه وكان كاتبا مفلقا فكتب وأجاد فلما قرأه على أمير المسلمين قال هذا كتاب طويل أحضر كتاب الأذفونش واكتب في ظهره الذي يكون ستراه وأرسله إليه فلما وقف عليه الأذفونش ارتاع له وعلم أنه بلي برجل لا طاقة له به .
وذكر ابن خلكان ان يوسف بن تاشفين امر بعبور الجمال فعبر منها ما أغص الجزيرة وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء ولم يكن أهل الجزيرة رأوا جملا قط ولا خيلهم فصارت الخيل تجمح من رؤية الجمال ومن رغائها وكان ليوسف في عبور الجمال رأي مصيب فكان يحدق بها عسكره ويحضرها للحرب فكانت خيل الفرنج تجمح منها وقدم يوسف بين يديه كتابا للأذفونش يعرض عليه فيه الدخول في الإسلام أو الجزية أو الحرب كما هي السنة ومن جملة مافي الكتاب بلغنا يا أذفونش أنك دعوت إلى الاجتماع بنا وتمنيت أن