وأما شرف إشبيلية فهو شريف البقعة كريم التربة دائم الخضرة فرسخ في فرسخ طولا وعرضا لا تكاد تشمس فيه بقعة لالتفاف زيتونه .
واعلم أن إشبيلية لها كور جليلة ومدن كثيرة وحصون شريفة وهي من الكور المجندة نزلها جند حمص ولواؤهم في الميمنة بعد لواء جند دمشق وانتهت جباية إشبيلية أيام الحكم بن هشام إلى خمسة وثلاثين ألف دينار ومائة دينار .
وفي إقليم طالقة من أقاليم إشبيلية وجدت صورة جارية من مرمر معها صبي وكأن حية تريده لم يسمع في الأخبار ولا رئي في الآثار صورة أبدع منها جعلت في بعض الحمامات وتعشقها جماعة من العوام .
وفي كورة ماردة حصن شنت أفرج في غاية الارتفاع لا يعلوه طائر البتة لا نسر ولا غيره .
ومن عجائب الأندلس البلاط الأوسط من مسجد جامع أقليش فإن طول كل جائزة منه مائة شبر وأحد عشر شبرا وهي مربعة منحوتة مستوية الأطراف .
وقال بعض من وصف إشبيلية إنها مدينة عامرة على ضفة النهر الكبير المعروف بنهر قرطبة وعليه جسر مربوط بالسفن وبها أسواق قائمة وتجارات رابحة وأهلها ذوو أموال عظيمة وأكثر متاجرهم الزيت وهو