18 - ومنهن مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري .
سكنت إشبيلية و أصلها والله اعلم من شلب .
وذكرها ابن دحية في المطرب وقال إنها أديبة شاعرة جزلة مشهورة وكانت تعلم النساء الأدب وتحتشم لدينها وفضلها وعمرت عمرا طويلا سكنت إشبيلية واشتهرت بها بعد الأربعمائة وذكرها الحميدي وأنشد لها جوابها لما بعث المهدي إليها بدنانير وكتب إليها .
( مالي بشكر الذي اوليت من قبل ... لو أنني حزت نطق اللسن في الحلل ) .
( يافذة الظرف في هذا الزمان ويا ... وحيدة العصر في الإخلاص في العمل ) .
( أشبهت مريما العذراء في ورع ... وفقت خنساء في الأشعار والمثل ) .
ونص الجواب منها .
( من ذا يجاريك في قول وفي عمل ... وقد بدرت إلى فضل ولم تسل ) .
( مالي بشكر الذى نظمت في عنقي ... من اللآلي وما اوليت من قبل ) .
( حليتني بحلى أصبحت زاهية ... بها على كل أنثى من حلى عطل ) .
( لله أخلاقك الغر التي سقيت ... ماء الفرات فرقت رقة الغزل ) .
( أشبهت مروان من غارت بدائعه ... وأنجدت وغدت من أحسن المثل ) .
( من كان والده العضب المهند لم ... يلد من النسل غيرالبيض والأسل ) .
ومن شعرها وقد كبرت .
( وما يرتجى من بنت سبعين حجة ... وسبع كنسج العنكبوت المهلهل ) .
( تدب دبيب الطفل تسعى إلى العصا ... وتمشي بها مشي الأسير المكبل )