جملتهم مناهض لأعيانهم وجلتهم بفضل أدبه وكثرة سحبه فجعل يرتجل ويروي وينشر محاسن الآداب ويطوي ويمتعنا بتلك الأخبار ويقطعنا منها جانب اعتبار ويطلعنا على إقبال الأيام وعلى الادبار ثم قال .
( أيا ابن عبيدالله يا ابن الأكارم ... لقد بخلت يمناك صوب الغمائم ) .
( لك القلم الأعلى الذي عطل القنا ... وفل ظبات المرهفات الصوارم ) .
( وأخلاقك الزهر الأزاهر بالربى ... ترف بشؤبوب الغيوث السواجم ) .
( بقيت لتشييد المكارم والعلى ... تظاهرها بالسالف المتقادم ) .
واجتمع عند أبيه لمة من أهل الأدب وذوي المنازل والرتب في عشية غيم أعقب مطرا وخط فيها البرق أسطرا والبرد يتساقط كدر من نظام ويتراءى كثنايا غادة ذات ابتسام وهو غلام ما نضا برد شبابه ولا انتضى مرهف آدابه فقال معرضا بهم ومتعرضا لتحقق أدبهم .
( كأن الهواء غدير جمد ... بحيث البروق تذيب البرد ) .
( خيوط وقد عقدت في الهواء ... وراحة ريح تحل العقد ) .
وشرب في دار ابن الأعلم في يوم لم ير الدهر فيه اساءة وليل نسخ نور أنسه مساءه ومعهم جملة من الشعراء وجماعة من الوزراء منهم أبناء القبطرنة فوقع بينهم عتاب وتعذال وامتهان في ميدان المشاجرة وابتذال آل به إلى تجريد السيف وتكدير ما صفا بذلك الحيف فسكنوه بالاستنزال وثنوه عن ذلك النزال .
4 - ترجمة ابن بقي من المطمح والقلائد .
وقال في المطمح في حق أبي بكر يحيى بن بقي القرطبي صاحب الموشحات البديعة كان نبيل السيرة والنظام كثير الارتباط في سلكه والانتظام أحرز خصالا وطرز بمحاسنه بكرا وآصالا وجرى في ميدان الإحسان إلى أبعد