المؤمنين اببن أمير المؤمنين يعقوب المنصور ابن أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن بن علي سلطان المغرب والأندلس من إفريقية سنة ثلاث وستمائة بعد فتح المهدية هنأته الشعراء بذلك ثم اجتمع أبو عبدالله ابن مرج الكحل بالشعراء والكتاب فتذكروا الفتح وعظمه فأنشدهم ابن مرج الكحل في الوقت لنفسه .
( ولما توالى الفتح من كل وجهة ... ولم تبلغ الأوهام في الوصف حده ) .
( تركنا أمير المؤمنين لشكره ... بما أودع السر الإلهي عنده ) .
( فلا نعمة إلا تؤدي حقوقها ... علامته بالحمد لله وحده ) .
فاستحسن الكتاب له ذلك ووقع أحسن موقع .
وحكى صاحب كتاب روح الشعر وروح الشحر وهو الكاتب أبو عبدالله محمد بن الجلاب الفهري أن أمير المؤمنين يعقوب المنصور لما قفل من غزوة الأراكة المشهورة وكانت يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ورد عليه الشعراء من كل قطر يهنئونه فلم يمكن لكثرتهم أن ينشد كل انسان قصيدته بل كان يختص منها بالإنشاد البيتين أو الثلاثة المختارة فدخل أحد الشعراء فأنشده .
( ما أنت في أمراء الناس كلهم ... إلا كصاحب هذا الدين في الرسل ) .
( أحييت بالسيف دين الهاشمي كما ... أحياه جدك عبدالمؤمن بن علي ) .
فأمر له بألفي دينار ولم يصل أحدا غيره لكثرة الشعراء وأخذ بالمثل منع الجميع أرضى للجميع قال وانتهت رقاع القصائد وغيرها إلى أن حالت بينه وبين من كان أمامه لكثرتها انتهى .
رجع الى أخبار حفصة .
وأنشد لها أبو الخطاب في المطرب قولها