والي إ لبيرة وكان الحكم قد وقع لها بخط يده تحرير املاكها وحملها في ذلك على البر والإكرام فتوسلت إلى جابر بخط الحكم فلم يفدها فدخلت الى الإمام عبدالرحمن فأقامت بفنائه وتلطفت مع بعض نسائه حتى اوصلتها إليه وهو في حال طرب وسرور فانتسبت إليه فعرفها وعرف أباها ثم أنشدته .
( الى ذي الندى والمجد سارت ركائبي ... على شحط تصلى بنار الهواجر ) .
( ليجبر صدعي إنه خير جابر ... ويمنعني من ذي الظلامة جابر ) .
( فإني وأيتامي بقبضة كفه ... كذي ريش أضحى في مخالب كاسر ) .
( جدير لمثلي أن يقال مروعة ... لموت أبي العاصي الذي كان ناصري ) .
( سقاه الحيا لو كان حيا لما اعتدى ... علي زمان باطش بطش قادر ) .
( أيمحو الذي خطته يمناه جابر ... لقد سام بالأملاك إحدى الكبائر ) .
ولما فرغت رفعت إليه خط والده وحكت جميع أمرها فرق لها وأخذ خط أبيه فقبله ووضعه على عينيه وقال تعدى ابن لبيد طوره حين رام نقض رأي الحكم وحسبنا أن نسلك سبيله بعده ونحفظ بعد موته عهده انصرفي ياحسانة فقد عزلته لك ووقع لها بمثل توقيع أبيه الحكم فقبلت يده وأمر لها بجائزة فانصرفت وبعثت إليه بقصيدة منها .
( ابن الهشامين خير الناس مأثرة ... وخير منتجع يوما لرواد ) .
( إن هز يوم الوغى أثناء صعدته ... روى أنابيبها من صرف فرصاد ) .
( قل للإمام أيا خير الورى نسبا ... مقابلا بين آباء وأجداد ) .
( جودت طبعي ولم ترض الظلامة لي ... فهاك فضل ثناء رائح غاد ) .
( فإن أقمت ففي نعماك عاطفة ... وإن رحلت فقد زودتني زادي )