بسواده محتلا في عينه وفؤاده لا يسلمه الى مكروه ولا يفرده في حادث يعروه وكان من الأدب في منزلة تقتضي إسعافه ولا تورده من تشفيعه في مورد قد عافه فكتب إليه ضارعا في رجل من خواصه اختلط بامرأة طلقها ثم تعلقها وخاطبه في ذلك بشعر فلم يسعفه وكتب إليه مراجعا .
( ألا أيها السيد المجتبى ... ويا أيها الألمعي العلم ) .
( أتتني أبياتك المحكمات ... بما قد حوت من بديع الحكم ) .
( ولم أر من قبلها مثلها ... وقد نفثت سحرها في الكلم ) .
( ولكنه الدين لا يشترى ... بنثر ولا بنظام نظم ) .
( وكيف أبيح حمى مانعا ... وكيف أحلل ماقد حرم ) .
( ألست أخاف عقاب الإله ... ونارا مؤججة تضطرم ) .
( أأصرفها طالقا بتة ... على أنوك قد طغى واجترم ) .
( ولو أن ذاك الغوي الزري ... تثبت في أمره ماندم ) .
( ولكنه طاش مستعجلا ... فكان أحق الورى بالندم ) .
انتهى كلام الفتح الذي أردت جلبه هنا .
ولا خفاء ان هذه الحكاية مما يدخل في حكايات عدل قضاة الأندلس .
ومن نظم ابن أضحى المذكور ماكتب به الى بعض من يعز عليه .
( يا ساكن القلب رفقا كم تقطعه ... الله في منزل قد ظل مثواكا ) .
( يشيد الناس للتحصين منزلهم ... وانت تهدمه بالعنف عيناك ) .
( والله والله ماحبي لفاحشة ... أعاذني الله من هذا وعافاكا )