عينيه كي يخفي أثر البكاء فارتجل الرصافي .
( عذيري من جذلان يبدي كآبة ... وأضلعه مما يحاوله صفر ) .
( أميلد مياس إذا قاده الصبا ... إلى ملح الإدلال أيده السحر ) .
( يبل مآقي مقلتيه بريقه ... ليحكي البكا عمدا كما ابتسم الزهر ) .
( أيوهم أن الدمع بل جفونه ... وهل عصرت يوما من النرجس الخمر ) .
وكان المذكور أعني الرصافي يميل في شبينته لبعض فتيان الطلبة وأجمع الطلبة على أن يصنعوا نزهة بالوادي الكبير بمالقة فركبوا زورقا للمسير الى الوادي فوافق أن اجتمع في الزورق شمل الرصافي بمحبوبه ثم ان الريح الغربية عصفت وهاج البحر ونزل المطر فنزلوا من الزورق وافترق شمل الرصافي من محبوبه فارتجل في ذلك ويقال إنها من أول شعره .
( غار بي الغرب إذ رآني ... مجتمع الشمل بالحبيب ) .
( فأرسل الماء عن فراق ... وأرسل الريح عن رقيب ) .
فلما سمع ذلك أستاذه استنبله وقال له إنك ستكون شاعر زمانك .
659 - وحكي أن أبا بكر ابن مجبر قال في ابن لأبي الحسن ابن القطان بمحضر والده .
( جاء وفي يساره ... قوس وفي اليمنى قدح ) .
( كأنه شمس بدت ... وحولها قوس قزح ) .
( يا لائمي في حبه ... ماكل من لام نصح ) .
فقال ابن عياش الكاتب هذه أبيات الأندلسي استوطن المشرق في تركي