( تندى بماء شبيبة وتنعم ... فيروق منه الزهر في الأكمام ) .
( فكأنما وجناتها في لونها ... ورد الرياض ربا بصوب غمام ) .
( وكأنما درع الدجى من شعره ... قد حاكه منها يد الإظلام ) .
( وكأنما ريق حواه ثغره ... مسك أديف بعنبر ومدام ) .
( وكأنما سيف نضت ألحاظه ... سبق الأمير ممهد الإسلام ) .
( ذاك الأمير محمد بن محمد ... ناهيك من ملك أغر همام ) .
( ملك علا فوق السماك علاؤه ... وسما فأدرك غاية الإعظام ) .
( لو كان يعتقل السها لأتاه في ... شكل الفتاة ملثما بلثام ) .
( أو كان يرضى بالمجرة أجردا ... لجرت إلى الإسراج والإلجام ) .
( فالسعد يفعل للأماني قولها ... والنصر يخدمه مع الأيام ) .
( واليوم يعشقه ويحسد ليله ... فيه كعشق سيوفه للهام ) .
( نامت عيون الشرك خوف سنانه ... لولاه ما اكتحلت بطيف منام ) .
( بهر الأنام بسيفه وببأسه ... فسبى وأنعم أيما إنعام ) .
( فالمعتفي يجني جزيل هباته ... والمعتدي يصلى الردى بحسام ) .
( مهما استعنت به فضيغم معرك ... وإذا استجرت به فطود شمام ) .
( أجرى مياه العدل بعد جفوفها ... وأزال نار الظلم بعد ضرام ) .
( كم من كتيبة جحفل قد هدها ... في معرك بمهند صمصام ) .
( المقتني الجرد المذاكي عدة ... للكر في الأعداء والإقدام ) .
( من كل مبيض كأن أديمه ... لون الصباح أتى عقيب ظلام ) .
ومنها .
( ياخير من ركب الجياد وقادها ... تحت اللواء وعمدة الأقوام ) .
( لازلتم والسعد يخدم أمركم ... في غبطة موصولة بدوام ) .
( حتى يصير الأمن في أرجائنا ... عبدا يقوم لنا على الأقدام )