قال ابن مسدي أملى علينا ابن المناصف النحوي بدانية على قول سيبويه هذا باب ما الكلم من العربية عشرين كراسا بسط القول فيها في مائة وثلاثين وجها انتهى .
وهذا وأشباهه يكفيك في تبحر أهل الأندلس في العلم وربما سئل العالم منهم عن المسألة التي يحتاج في جوابها الى مطالعة ونظر فلم يحتج الى ذلك ويذكر من فكره ما لا يحتاج معه الى زيادة .
623 - ومن الحكايات في مثل ذلك ان الأديب البليغ الحافظ أبا بكر ابن حبيش لما قال في تخميسه المشهور .
( بماذا على كل من الحق اوجبت ) .
اعترض عليه أبو زكريا اليفرني بما نصه استعمل المخمس ماذا في البيت تكثيرا وخبرا والمعروف من كلام العرب استعمالها استفهاما فجاوبه بقوله اما استعمالها استفهاما كما قال فكثير لا يحتاج الى شاهد واما استعمالها في ألسن فصحاء العرب للكثرة فكثير لا يحتاج إلى شاهد لو وصل بحث واستعمل مكث فلم يعترض علي ولي ولا تشكك في جلي .
( وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار الى دليل ) .
قال الله تعالى في سورة يونس ( قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) يونس 101 ووقع في صحيح البخاري في رثاء المقتولين من المشركين يوم بدر .
( وماذا بالقليب قليب بدر ... من الفتيان والشرب الكرام )