إخائه والحمد لله الذي جعلني أنشد .
( وليس الذي يتبع الوبل رائدا ... كمن جائه في داره رائد الوبل ) .
ثم قام الى خزانة فاخرج منها عود غناء يطرب دون أن تجس أوتاره وتلحن أشعاره واندفع يغني دون ان أسأله ذلك ولا أتجشم تكليفه الدخول في تلك المسالك .
( ومازلت أرجو في الزمان لقاءكم ... فقد يسر الرحمن ماكنت أرتجي ) .
( فذكركم مازلت أتلوه دائبا ... إذا ذكروا مابين سلمى ومنعج ) .
فلما فرغ من استهلاله وعمله قبلت رأسه وقلت له لا أدري علام أشكرك قبل هل على تعجيلك بما لم تدعني أسألك في شأنه أم على ما تفردت بإحسانه فما هذا الصوت قال هذا نشيد خسرواني من تلحيني قال وأنشدني لنفسه .
( حننت الى صوت النواعير سحرة ... فأضحى فؤادي لا يقر ولا يهدا ) .
( وفاضت دموعي مثل فيض دموعها ... أطارحها تلك الصبابة والوجدا ) .
( وزاد غرامي حين أكثر عاذلي ... فقلت له أقصر ولا تقدح الزندا ) .
( أهيم بهم في كل واد صبابة ... وأزداد مع طول البعاد لهم ودا ) .
وأنشدني لنفسه .
( ولقد مررت على المنازل بعدهم ... أبكي وأسأل عنهم وأنوح ) .
( وأقول إن سألوا بحالي في النوى ... ماحال جسم فارقته الروح ) .
قال وكتب إلي .
( ياحسرة ما قضت من لذة وطرا ... أين الزمان الذي يرجى به الخلف )