وولي ابنه يحيى وكان أحسد من طلعت عليه الشمس فمال على أرقم بالأذبة ففر عن مملكته وقال مرتجلا .
( لئن طبتم نفسا بتركي دياركم ... فنفسي عنكم بالتفرق أطيب ) .
( إذا لم يكن لي جانب في دياركم ... فما العذر لي أن لا يكون تجنب ) .
( زعمتم بأني لست فرعا لأصلكم ... فهلا علمتم أنني عنه أرغب ) .
( وحسبي إذا ما البيض لم ترع نسبة ... بأني الى سيفي ورمحي أنسب ) .
( وإن مدت الأيام عمري للعلا ... يشرق ذكري في الورى ويغرب ) .
614 - وكتب الوزير الكاتب ابو محمد ابن سفيان الى أبي أمية ابن عصام قاضي قضاة شرق الأندلس عين زمانه فوقعت نقطة على العين فتوهمها وظن انه أبهمها واعتقدها وعددها وانتقدها فقال .
( لا تلزمني ما جنته يراعة ... طمست بريقتها عيون ثناء ) .
( حقدت علي لزامها فتحولت ... أفعى تمج سمامها بسحاء ) .
( غدر الزمان وأهله عرف ولم ... أسمع بغدر يراعة وإباء ) .
615 - وشرب المامون بن ذي النون مع أبي بكر محمد بن أرفع رأسه الطليطلي وحفل من رؤساء ندمائه كابن لبون وابن سفيان وابن الفرج وابن مثنى فجرت مذاكرة في ملوك الطوائف في ذلك العصر فقال كل واحد ما عنده بحسب غرضه فقال ابن أرفع رأسه ارتجالا .
( دعوا الملوك وأبناء الملوك فمن ... أضحى على البحر لم يشتق الى نهر ) .
( مافي البسيطة كالمأمون ذو كرم ... فانظر لتصديق ما أسمعت من خبر )