لموصلها قل له هذه حق الألف صفعة التى كانت البارحة .
601 - وكان في زمان المعتمد السارق المشهور بالبازي الأشهب وكان له في السرقة كل غريبة وكان مسلطا على اهل البادية وبلغ من سرقته أنه سرق وهو مصلوب لأن ابن عباد أمر بصلبه على ممر أهل البادية لينظروا إليه فبينما هو على خشبته على تلك الحال إذ جاءت إليه زوجته وبناته وجعلن يبكين حوله ويقلن لمن تتركنا نضيع بعدك وإذا ببدوي على بغل وتحته حمل ثياب وأسباب فصاح عليه يا سيدي انظر في أي حالة أنا ولي عندك حاجة فيها فائدة لي ولك قال وماهي قال انظر الى تلك البئر لما أرهقني الشرط رميت فيها مائة دينار فعسى تحتال في اخراجها وهذه زوجتي وبناتي يمسكن بغلك طلال ماتخرجها فعمد البدوي الى حبل ودلى نفسه في البئر بعدما اتفق معه على أن يأخذ النصف منها فلما حصل أسفل البئر قطعت زوجة السارق الحبل وبقي حائرا يصيح وأخذت ماكان على البغل مع بناتها وفرت به وكان ذلك في شدة حر وما سبب الله شخصا يغيثه إلا وقد غبن عن العين وخلصن فتحيل ذلك الشخص مع غيره على إخراجه وسألوه عن حاله فقال هذا الفاعل الصانع احتال علي حتى مضت زوجته وبناته بثيابي وأسبابي ورفعت هذه القصة الى ابن عباد فتعجب منها وأمر بإحضار البازي الأشهب وقال له كيف فعلت هذا مع أنك في قبضة الهلكة فقال له ياسيدي لو علمت قدر لذتي في السرقة خليت ملكك واشتغلت بها فلعنه وضحك منه ثم قال له إن سرحتك وأحسنت إليك وأجريت عليك رزقا يقلك أتتوب من هذه الصنعة الذميمة فقال يامولاي كيف لا أقبل التوبة وهي تخلصني من القتل فعاهده وقدمه على رجال انجاد