العرب ولا يجيزه إلا الكوفيون .
وإن كان سيبويه C تعالى أجاب بقوله فإذا هو إياها كما روى بعضهم فظاهر جوابه مدخول لما قدمت والخطأ فيه بين من جهة القياس كما ذكرنا فإن كان قاله والتزمه دون الرفع فقد أخطأ خطأ لا مخرج له منه وإن كان قد قاله وهو يرى ان الرفع أولى وأحق إلا أنه آثر النصب للإعراب حملا على المعنى الخفي دون ما يوجبه القياس واللفظ الجلي فلجوابه عندي وجهان حسنان .
أحدهما أن يكون الضمير المنصوب وهو إياها كتابة عن اللسعة لا عن العقرب والضمير المرفوع كنايه عن الزنبور فكأنه قال ظننت ان العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا الزنبور لسعة العقرب أي فإذا الزنبور يلسع لسعة العقرب فاختزل الفعل لما تقدم من الدليل عليه بعد أن أضمر اللسعة متصله بالفعل فكأنه قال فإذا الزنبور يلسعها فاتصل الضمير بالفعل لوجوده فلما اختزل الفعل انفصل الضمير لعدم الفعل .
ونظير هذا من كلام العرب قولهم إنما أنت شرب الإبل أي إنما أنت تشرب شرب الإبل فاختزل الفعل وبقي عمله في المصدر ولم يرفع لأنه غير الاسم الأول فلو أضمرت شرب الإبل بعدما جرى ذكره فقلت مايشرب زيد شرب الإبل إنما أنت تشربه لاتصل الضمير بالفعل فلو حذفته لانفصل الضمير فقلت إنما أنت إياه فتدبره تجده منقادا صحيحا .
والوجه الاخر أن يكون قوله فإذا هو إياها محمولا على المعنى الذي اشتمل عليه أصل الكلام من ذكر الظن أولا وآخرا لأن الأصل في تأليف المسألة ظننت ان العقرب أشد لسعة من الزنبور فلما لسعني الزنبور ظننته هو إياها فاختصر الكلام لعلم المخاطب وحذف الظن آخرا لما جرى من ذكره أولا ودلت إذا لما فيها من المفاجأة على الفعل الواقع بعد لما الدالة على وقوع الشيء لوقوع غيره فإذا جاز حذف الكلام إيثارا للاختصار مع وجود الدليل على