( علقت غصنا على أحوى فأحسدني ... جري الوشاح وهذي صفرة الجسد ) .
وما احسن قوله من قصيدة في المعتضد والد المعتمد .
( غرته الشمس والحيا يده ... بينهما للنجيع قوس قزح ) .
25 - واما ابنه ابو القاسم فهو من رجال المسهب وكان اشتغل أول أمره بالزهد وكتب التصوف فقال له أبوه يابني هذا الأمر ينبغي ان يكون آخر العمر واما الآن فينبغي أن تعاشر الأدباء والظرفاء وتأخذ نفسك بقول الشعر ومطالعة كتب الأدب فلما عاشرهم زينوا له الراح فتهتك في الخلاعة وفر الى اشبيلية وتزوج بامرأة لا تليق بحاله وصار يضرب معها بالدف فكتب إليه أبوه .
( ياسخنة العين يا بنيا ... ليتك ما كنت لي بنيا ) .
( أبكيت عيني أطلت حزني ... امت ذكري وكان حيا ) .
( حططت قدري وكان أعلى ... في كل حال من الثريا ) .
( أما كفاك الزنا ارتكابا ... وشرب مشمولة الحميا ) .
( حتى ضربت الدفوف جهرا ... وقلت للشر جىء إليا ) .
( فاليوم أبكيك ملء عيني ... إن كان يغني البكاء شيا ) .
فأجاب أباه بقوله .
( يا لائم الصب في التصابي ... ماعنك يغني البكاء شيا ) .
( أوجفت خيل العتاب نحوي ... وقبل أوثبتها إليا ) .
( وقلت هذا قصير عمر ... فاربح من الدهر ما تهيا ) .
( قد كنت أرجو المتاب مما ... فتنت جهلا به وغيا )