( لأبلغن مرادي ... إن كان سعدي معيني ) .
( أو لا فأكتب ممن ... سعى لإظهار دين ) .
وسبب قوله هذا أن بني عبدالمؤمن لما غيروا رسم مهديهم وصيروا الخلافة ملكا وتوسعوا في الرفاهية واهملوا حق الرعية جعل يتستر وقال هذه الأبيات وشاع سره في مدة ناصر بني عبدالمؤمن فطلبه ففر ولم يزل يتنقل مستخفيا مع أصحابه إلى أن حصل في حصن قولية من عمل مدينة بسطة فبينما هو ذات يوم في جامعها مع أصحابه وهم يأكلون بطيخا ويرمون قشره في صحن الجامع إذ أنكر ذلك رجل من العامة وقال لهم ما تتقون الله تعالى تتهاونون ببيت من بيوته فضحكوا منه واستهزأوا به واهل تلك الجهة لا تحتمل شيئا من ذلك فصاح بفتية من العامة فاجتمع جمع وحملوا الى الوالي فكان عند الوالي من عرفه فقتلوا جميعا وأمر الناصر ان يرفع عن جميع أرض قولية جميع تكاليف السلطان .
17 - ولما عتب المنصور بن أبي عامر على الكاتب عبدالملك الجزيري وسجنه فى الزاهرة ثم صفح عنه قال وكتب به إليه .
( عجبت من عفو أبي عامر ... لابد أن تتبعه منه ) .
( كذلك الله إذا ما عفا ... عن عبده أدخله الجنة ) .
فاستحسن ذلك وأعاده الى حاله .
وقال على لسان بهار العامرية وهو النرجس .
( حدق الحسان تقر لي وتغار ... وتضل في وصفي النهى وتحار )