الجناب منبجس بالأنهار الغزار والعيون العذاب قليل الهوام ذوات السموم معتدل الهواء والجو النسيم ربيعه وخريفه ومشتاه ومصيفه على قدر من الاعتدال وسطة من الحال لا يتولد في أحدها فضل يتولد منه فيما يتلوه انتقاص تتصل فواكهه أكثر الأزمنة وتدوم متلاحقة غير مفقودة أما الساحل منه ونواحيه فيبادر بباكوره وأما الثغر وجهاته والجبال المخصوصة ببرد الهواء فيتأخر بالكثير من ثمره فمادة الخيرات بالبلد متمادية في كل الأحيان وفواكهه على الجملة غير معدومة في كل أوان وله خواص في كرم النبات يوافق في بعضها أرض الهند المخصوصة بجواهر الانبات منها أن المحلب وهو المقدم في الأفاويه والمفضل في أنواع الأشنان لا ينبت بشيء من الأرض إلا بالهند والأندلس وللأندلس المدن الحصينة والمعاقل المنيعة والقلاع الحريزة والمصانع الجليلة ولها البر والبحر والسهل والوعر وشكلها مثلث وهي معتمدة على ثلاثة أركان الأول هو الموضع الذي فيه صنم قادس المشهور بالأندلس ومنه مخرج البحر المتوسط الشامي الآخذ بقبلي الأندلس والركن الثاني هو بشرقي الأندلس بين مدينة نربونة ومدينة برذيل مما بأيدي الفرنجة اليوم بإزاء جزيرتي ميروقة ومنورقة بمجاورة من البحرين البحر المحيط والبحر المتوسط وبينهما البر الذي يعرف بالأبواب وهو المدخل إلى بلد الأندلس من الأرض الكبيرة على بلد إفرنجة ومسافته بين البحرين مسيرة يومين ومدينة نربونة تقابل البحر المحيط والركن الثالث منها هو ما بين الجوف والغرب من حيز جليقية حيث الجبل الموفي على البحر