جزيرة وإلا فليست بجزيرة على الحقيقة لاتصال هذا القدر بالأرض الكبيرة وعرض جزيرة الأندلس في موسطتها عند طليطلة سنو عشر يوما واتفقوا على أن جزيرة الأندلس مثلثة الشكل واختلفوا في الركن الذي في الشرق والجنوب في حين أربونة فممن قال إنه في أربونة وإن هذه المدينة تقابلها مدينة برذيل التي في الركن الشرقي الشمالي أحمد بن محمد الرازي وابن حيان وفي كلام غيرهما أنه في جهة أربونة وحقق الأمر الشريف وهو أعرف بتلك الجهة لتردده في الأسفار برا وبحرا إليها وتفرغه لهذا الفن .
قال ابن سعيد وسألت جماعة من علماء هذا الشأن فأخبروني أن الصحيح ما ذهب إليه الشريف وأن أربونة وبرشلونة غير داخلتين في أرض الأندلس وأن الركن الموفي على بحر الزقاق بالمشرق بين برشلونة وطركونة في موضع يعرف بوادي رنلقاطو وهنالك الحاجز الذي يفصل بين الأندلس والأرض الكبيرة ذات الألسن الكثيرة وفي هذا المكان جبل البرت الفاصل في الحاجز المذكور وفيه الأبواب التي فتحها ملك اليونانيين بالحديد والنار والخل ولم يكن للأندلس من الأرض الكبيرة قبل ذلك طريق في البر وذكر الشريف أن هذه الأبواب يقع في مقابلتها في بحر الزقاق البحر الذي بين جزيرتي ميورقة ومنورقة وقد أخبر بذلك جمهور المسافرين لتلك الناحية