477 - وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب الشرطة يخاطب الوزير أبا الحسن جعفر بن عثمان المصفحي لما كتب كتابا له فيه فاضت نفسه بالضاد مبينا له الخطأ دون تصريح .
( قل للوزير السني محتده ... لي ذمة منك أنت حافظها ) .
( عناية بالعلوم معجزة ... قد بهظ الأولين باهظها ) .
( يقر لي عمرها ومعمرها ... فيها ونظامها وجاحظها ) .
( قد كان حقا قبول حرمتها ... لكن صرف الزمان لافظها ) .
( وفي خطوب الزمان لى عظة ... لو كان يثني النفوس واعظها ) .
( إن لم تحافظ عصابة نسبت ... إليك قدما فمن يحافظها ) .
( لا تدعن حاجتي بمطرحة ... فإن نفسي قد فاظ فائظها ) .
فأجابه المصحفي .
( خفض فواقا فأنت أوحدها ... علما ونقابها وحافظها ) .
( كيف تضيع العلوم فى بلد ... أبناؤها كلهم يحافظها ) .
( ألفاظهم كلها معطلة ... مالم يعول عليك لافظها ) .
( من ذا يساويك إن نطقت وقد ... أقر بالعجز عنك جاحظها ) .
( علم ثنى العالمين عنك كما ... ثنى عن الشمس من يلاحظها ) .
( وقد أتتني فديت شاغلة ... للنفس أن قلت فاظ فائظها ) .
( فأوضحنها تفز بنادرة ... قد بهظ الأولين باهظها ) .
فأجابه الزبيدى وضمن شعره الشاهد على ذلك .
( أاتاني كتاب من كريم مكرم ... فنفس عن نفس تكاد تفيظ )