أجرى فيه ذكر البلاد الأندليسة أعادها الله تعالى للإسلام ببركة المصطفى عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام ما نصه خص الله تعالى بلاد الأندلس من الربع وغدق السقيا ولذاذة الأقوات وفراهة الحيوان ودرور الفواكه وكثرة المياه وتبحر العمران وجودة اللباس وشرف الآنية وكثرة السلاح وصحة الهواء وابيضاض ألوان الإنسان ونبل الأذهان وقبول الصنائع وشهامة الطباع ونفوذ الإدراك وإحكام التمدن والاعتمار بما حرمه الكثير من الأقطار مما سواها انتهى .
قال أبو عامر السالمي في كتابه المسمى ب درر القلائد وغرر الفوائد الأندلس من الإقليم الشامي وهو خير الأقاليم وأعدلها هواء وترابا وأعذبها ماء وأطيبها هواء وحيوانا ونباتا وهو أوسط الأقاليم وخير الأمور أوسطها انتهى .
قال أبو عبيد البكري الأندلس شامية في طيبها وهوائها يمانية في اعتدالها واستوائها هندية في عطرها وذكائها أهوازية في عظم جبايتها صينية في جواهر معادنها عدنية في منافع سواحلها فيها آثار عظيمة لليونانيين أهل الحكمة وحاملي الفلسفة وكان من ملوكهم الذي أثروا الآثار بالأندلس هرقلس وله الأثر في الصنم بحزيرة قادس وصنم جليقية والأثر في مدينة طركونة لا نظير