فأبهمت دوننا أبواب القول فدخل الزهيري وكان أما لا يذكر من الكلام إلا ما علق بنفسه في الجالس وينفذ مع هذا في المطولات من الأشعار فأشعر بأمرنا فجعل يقول دون روية .
( ما للأديبين قد أعيتهما ... مليحة من ملح الجنه ) .
( نرجسه في وردة ركبت ... كمقلة تطرف في وجنه ) وقال أبو محمد بن حزم في طوق الحمامة .
( خلوت بها والراح ثالثة لنا ... وجنح ظلام الليل قد مد واعتلج ) .
( فتاة عدمت العيش إلا بقربها ... فهل في ابتغاء العيش ويحك من حرج ) .
( كأني وهي والكأس والخمر والدجى ... حيا وثرى والدر والتبر والسبج ) .
قال وهذه حمس تشبيهات لا يقدر أحد على أكثر منها إذ تضيق الأعارض عنه قال أبو عامر بن مسلمة ولا أذكر مثلها إلا قول بعض .
( فأمطرت لؤلؤا من نرجس فسقت ... وردا وغضت على العناب بالبرد ) إلا أنه لم يعطف خمسة على خمسة كما صنع ابن حزم بل أكتفى بالعلم في التشبيهات قال ومن أغرب ما وقع لي من التشبيهات في بيت قول بن برون الكشوني الأندلسي يصف فرسا وردا أغر محجلا