وقال الوزير الفقيه أبو أيوب ابن أبي أمية .
( أمسك دارين حياك النسيم به ... أم عنبر الشحر أم هذي البساتين ) .
( بشاطئ النهر حيث النور مؤتلق ... والراح تعبق أم تلك الرياحين ) .
وحلاه في المطمح بقوله واحد الأندلس الذي طوقها فخارا وطبقها بأوانه افتخارا ما شئت من وقار لا تحيل الحركة سكونه ومقدار يتمنى مخبر أن يكونه إذا لاح رأيت المجد مجتمعا وإذا فاه أضحى كل شيء مستمعا تكتحل منه مقل المجد وتنتحل المعالي أفعاله انتحال ذي كلف بها ووجد لو تفرقت في الخلق سجاياه لحمدت الشيم ولو استسقيت بمحياه لما استمسكت الديم ودعي للقضاء فما رضي وأعفي عنه فكأنه ما استقضي لديه تثبت الحقائق وتنبت العلائق وبين يديه يسلك عين الجدد ويدع اللدد اللدد وله أدب إذا حضر به فلا البحر إذا عصف ولا أبو عثمان إذا وصف مع حلاوة مؤانسة تستهوي الجليس وتهوي حيث شاءت بالنفوس وأما تحبيره وإنشاؤه ففيهما للسامع تحييره وانتشاؤه وقد اثبت له بدعا يثني إليها الإحسان جيدا وأخدعا فمن ذلك قوله في منزل حله متنزها .
( يا منزل الحسن أهواه وآلفه ... حقا لقد جمعت في صحنك البدع ) .
( لله ما اصطنعت نعماك عندي في ... يوم نعمت به والشمل مجتمع ) .
وحل منية صهره الوزير أبي مروان بن الدب بعدوة إشبيلية المطلة على النهر المشتملة على بدائع الزهر وهو معرس ببنته فأقام بها أياما متأنسا