أنا أوقفته على خطك صدقني واسترحت ولكن لا أفعل هذا إلا إذا لم تنته عني وإن انتهيت فلا أخبر به أحدا قال ابن عبد الوارث فلما وقفت على خطه علمت قدر ما وقعت فيه وجعلت أرغب إليه في أن يرد الرقعة إلي فأبى وقال هي عندي رهن على وفائك بأن لا ترجع تتكلم في ذلك الشأن قال فكان والله يبطل القراءة فلا أجسر أكلمه لأني رأيت صيانتي وناموسي قد حصل في يده وتبت من ذلك الحين عن هذا وأمثاله .
وقال جابر بن خلف الفحصي - وكان في خدمة عبد الملك بن سعيد وقرأ مع أبي جعفر بن سعيد وتهذب معه - يخاطبه حين عاثت الذئاب في غنمه .
( أيا قائدا قد سما في العلا ... وساد علينا بذات وجد ) .
( غدا الذئب في غنمي عائثا ... وقد جئت مستعديا بالأسد ) .
وكثر عليه الدين فكتب إليه أيضا .
( أفي أيامك الغر ... أموت كذا من الضر ) .
( وأخبط في دجى همي ... ووجهك طلعة الفجر ) فضحك وأدى دينه .
ولما خلع أهل المرية طاعة عبد المؤمن وقتلوا نائبه ابن مخلوف قدموا عليهم أبا يحيى بن الرميمي ثم كان عليه من النصارى ما علم ففر إلى مدينة فاس وبقي بها ضائعا خاملا يسكن في غرفة ويعيش من النسخ فقال