( كأن الروض يعشقه فمنه ... على أرجائه ظل ظليل ) .
( وتمنحه أكف الشمس عشقا ... دنانيرا فمنه لها قبول ) .
( إذا رفع النسيم القضب عنها ... فحينئذ يكون لها سبيل ) .
( وللنارنج تحت الماء لما ... تبدى عكسها جمر بليل ) .
( ولليمون فيه دون سبك ... جلاجل زخرف بصبا تجول ) .
( فيا روضا به صقلت جفوني ... وأرهف متنه الزهر الكليل ) .
( تناثر فيك أسلاك الغوادي ... وقبل صفح جدولك القبول ) .
( ولا برحت تجمع فيك شملا ... من الأكياس والكاس الشمول ) .
( بدور تستنير بها نجوم ... مع الإصباح ليس لها أفول ) .
( يهيم بهم نسيم الروض إلفا ... فمن وجد له جسم عليل ) وروي أن الوزير أبا الأصبغ عبد العزيز بن الأرقم وزير المعتصم بن صمادح رأى راية خضراء فيها صنيفة بيضاء في يد علج من علوج المعتصم نشرها على رأسه فقال .
( نشرت عليك من النعيم جناحا ... خضراء صيرت الصباح وشاحا ) .
( تحكي بخفق قلب من عاديته ... مهما يصافح صفحها الأرواحا ) .
( ضمنت لك النعمى برأي ظافر ... فترقب الفأل المشير نجاحا ) .
وكان هذا الوزير آية الله تعالى في الوفاء وأرسله المعتصم إلى المعتمد بن عباد فأعجبت المعتمد محاولته ووقع في قلبه فأراد إفساده على صاحبه وأخذ معه في أن يقيم عنده فقال له ما رأيت من صاحبي ما أكره فأوثر عند غيره ما أحب ولو رأيت ما أكره لما كان من الوفاء تركي له في حين فوض إلي أمره ووثثق بي وحملني أعباء دولته فاستحسن ذلك ابن عباد وقال له فاكتم علي فلما عاد إلى صاحبه سأله عن جميع ما جرى له فقال له في