وقد كنت أولا سميته ب ( عرف الطيب ) في التعريف بالوزير ابن الخطيب ثم وسمته حين ألحقت أخبار الأندلس به ب ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب ) .
وله بالشام تعلق من وجوه عديدة هادية متأملها إلى الطرق السديدة .
أولها أن الداعي لتأليفه أهل الشام أبقى الله مآثرهم وجعلها على مر الزمان مديدة .
ثانيها أن الفاتحين للأندلس هم أهل الشام ذوو الشوكة الحديدة .
ثالثها أن غالب أهل الأندلس من عرب الشام الذين اتخذوا بالأندلس وطنا مستأنفا وحضرة جديدة .
ورابعها أن غرناطة نزل بها أهل دمشق وسموها باسمها لشبهها بها في القصر والنهر والدوح والزهر والغوطة الفيحاء وهذه مناسبة قوية العرى شديدة .
خاتمة المقدمة .
هذا وإني أسأل ممن وقف عليه أن ينظر بعين الإغضاء إليه كما أطلب ممن كان السبب في تصنيفه والداعي إلى تأليفه وترصيفه استنادا لركن الثقة واعتمادا على الود والمقة أن يصفح عما فيه من قصور ويسمح ويلاحظه بعين الرضى الكليلة ويلمح إذا ركبت شكل منطقه والأشجان غالبة وقضية الغربة موجبة