ومن نظم القاضي المذكور .
( رفعت من دهري إلى جائر ... ويبتغي العدل بأحكامي ) .
( أضحت به أملاكه مثل أشكال ... خيال طوع أيام ) .
( هذا لما أبرم ذا ناقض ... كأنهم في حكم أحلام ) .
وكان الفقيه العالم أبو محمد عبد الله الوحيدي قاضي مالقة جرى - كما قال الحجاري - في صباه طلق الجموح ولم يزل يعاقب بين غبوق وصبوح إلى أن دعاه النذير فاهتدى منه بسراج منير وأحلته تلك الرجعة فيما شاء من الرفعة .
وقال بعض معاشريه كنت أماشيه زمن الشباب فكلما مررنا على إمرأة يدعو حسنها وشكلها إلى أن تحير الألباب أمال إليها طرفه ولم ينح عنها صرفه ثم سايرته بعد لما رجع عن ذلك واقتصر فرأيته يغض البصر ويخلي الطريق معرضا إلى ناحية متى زاحمته امرأة ولو حكت الشمس ضاحية فقلت له في ذلك فقال .
( ذاك وقت قضيت فيه غرامي ... من شبابي في سترة الإظلام ) .
( ثم لما بدا الصباح لعيني ... من مشيبي ودعته بسلام ) .
ومن شعره فيصباه .
( لا ترتجوا رجعتي باللوم عن غرضي ... ولتتركوني وصيدي فرصة الخلس ) .
( طلبتم رد قلبي عن صبابته ... ومن يرد عنان الجامح الشرس ) .
ولما أقصر باطله وعريت أفراس الصبا ورواحله قال