وقال الخطيب الأديب النحوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الفراء - المذكور قبل هذا بقريب - الضرير في صبي كان يقرأ عليه النحو اسمه حسن وهو في غاية الجمال - بعد أن سأله كيف تقول إذا تعجبت من حسنك فقال أقول ما أحسني - .
( يا حسنا ما لك لم تحسن ... إلى نفوس بالهوى متعبه ) .
( رقمت بالورد وبالسوسن ... صفحة خد بالسنا مذهبه ) .
( وقد أبى صدغك أن أجتني ... منه وقد ألدغني عقربه ) .
( يا حسنه إذ قال ما أحسني ... ويا لذاك اللفظ ما أعذبه ) .
( ففوق السهم ولم يخطني ... وإذ رآني ميتا أعجبه ) .
( وقال كم عاش وكم حبني ... وحبه إياي قد عذبه ) .
( يC على أنني ... قتلي له لم أدر ما أوجبه ) هذا ابن الفراء من فضلاء المائة السادسة ذكره ابن غالب في فرحة الأنفس في فضلاء العصر من الأندلس وكان شاعرا مجيدا يعلم بالمرية القرآن والنحو واللغة وكانت فيه فطنة ولوذعية وذكاء وألمعية خرق بها العوائد وحكي أن قاضي المرية قبل شهادته في سطل ميزه في حمام باللمس واختبره في ذلك بحكاية طويلة وذكره صفوان في زاد المسافر ووصفه بالخطيب .
رسالة أبي عبد الله ابن الفراء إلى ابن تاشفين .
وجده القاضي أبو عبد الله ابن الفراء مشهور بالصلاح والفضل والزهد ومن العجائب أنه ليس له ترجمة في ( ( المغرب ) ) ولما كتب أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى أهل ألمرية يطلب منهم المعونة جاوبه بكتابه المشهور الذي يقول فيه فما ذكره أمير المسلمين من اقتصاء المعونة وتأخري عن ذلك وأن