من حضر وعجبوا من لطف خلقه .
وركب مرة هذا النهر مع الباجي يوم خميس فلما أصبحا وصعد الزهري يخطب يوم الجمعة و الباجي حاضر قدامه فنظر إليه الباجي وأومأ إلى محل الحدث وأخرج لسانه فجعل الزهري يلمس عصا الخطبة يشير بالعصا إلى جوابه على ما قصد C تعالى .
ومر العالم أبو القاسم ابن ورد صاحب التآليف في علم القرآن والحديث بجنة لأحد الأعيان فيها ورد فوقف بالباب وكتب إليه .
( شاعر قد عراك يبغي أباه ... عندما اشتاق حسنه وشذاه ) .
( وهو بالباب مصغيا لجواب ... يرتضيه الندى فماذا تراه ) .
فعندما وقف على البيتين علم أنه ابن ورد فبادر من جنته إليه وأقسم في النزول عليه ونثر من الورد ما استطاع بين يديه .
وحكي أن أبا الحسين سليمان بن الطراوة نحوي المرية حضر مع ندماء وإلى جانبه من أخذ بمجامع قلبه فلما بلغت النوبة إليه استعفى من الشرب وأبدى القطوب فأخذ ابن الطراوة الجام من يده وشربها عنه ويا بردها على كبده ثم قال بديها .
( يشربها الشيخ وأمثاله ... وكل من تحمد أفعاله ) .
( والبكر إن لم يستطع صولة ... تلقى على البازل أثقاله ) .
ودخل عليه وهو مع ندمائه غلام بكأس في يده فقال .
( ألا بأبي وغير أبي غزال ... أتى وبراحه للشرب راح ) .
( فقال منادمي في الحسن صفه ... فقلت الشمس جاء بها الصباح )