وأخرج لهم اثنتي عشرة ياقوتة كل واحدة منها بألف دينار وأما الذي أحسنه فاثنا عشر علما أدونها علم العربية الذي تبحثون فيه وأما الذي أقول فأنتم كذا وجعل يسبهم هكذا نقلت هذه الحكاية من خط الشيخ أبي حيان النحوي C تعالى .
ومن حكاياتهم في الذكاء واستخراج العلوم واستنباطها أن أبا القاسم عباس بن فرناس حكيم الأندلس أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة وأول من فك بها كتاب العروض للخليل وأول من فك الموسيقى وصنع الآلة المعروفة بالمنقانة ليعرف الأوقات على غير رسم ومثال واحتال في تطيير جثمانه وكسا نفسه الريش ومد له جناحين وطار في الجو مسافة بعيدة ولكنه لم يحسن الاحتيال في وقوعه فتأذى في مؤخره ولم يدر أن الطائر إنما يقع على زمكه ولم يعمل له ذنبا وفيه قال مؤمن بن سعيد الشاعر من أبيات .
( يطم على العنقاء في طيرانها ... إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم ) .
وصنع في بيته هيئة السماء وخيل للناظر فيها النجوم والغيوم والبروق والرعود وفيه يقول مؤمن بن سعيد أيضا .
( سماء عباس الأديب أبي القاسم ... ناهيك حسن رائقها ) .
( أما ضراط استه فراعدها ... فليت شعري ما لمع بارقها ) .
( لقد تمنيت حين دومها فكري بالبصق في است خالقها ) .
( وأنشد ابن فرناس الأمير محمدا من أبيات .
( رأيت أمير المؤمنين محمدا ... وفي وجهه بذر المحبة يثمر ) .
فقال له مؤمن بن سعيد قبحا لما ارتكبته ! جعلت وجه الخليفة محرثا يثمر فيه البذر فخجل وسبه .
المشهورون بعلوم الأوائل .
وأول من اشتهر في الأندلس بعلم الأوائل والحساب والنجوم أبو عبيدة مسلم بن أحمد المعروف بصاحب القبلة لأنه كان يشرق في صلاته وكان عالما بحركات الكواكب وأحكامها وكان صاحب فقه وحديث دخل المشرق وسمع بمكة من علي بن عبد العزيز وبمصر من المزني وغيره .
ومنهم يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة من أهل قرطبة وكان بصيرا بالحساب والنجوم والنحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل ودخل إلى المشرق وقيل إنه كان معتزلي المذهب .
وأبو القاسم أصبغ بن السمح وكان بارعا في علم النجوم والهندسة والطب وله تآليف منها كتاب المدخل إلى الهندسة في تفسير إقليدس وكتاب كبير في الهندسة وكتابان في الأسطرلاب وزيج على مذاهب الهند المعروف بالسند هند .
وأبو القاسم بن الصفار وكان عالما بالهندسة والعدد والنجوم وله زيج مختصر على مذاهب السند هند وله كتاب في عمل الأسطرلاب .
ومنهم أبو الحسن الزهراوي وكان عالما بالعدد والطب والهندسة وله