( صغر الرأس وطول العنق ... خلقة منكرة في الخلق ) .
( فإذا أبصرتها من رجل ... فاقض في الحين له بالحمق ) .
وقال أبو الحسن بن الفضل يذكر مقاما قامه سهل بن مالك وابن عياش .
( لعمري لقد سر الخلافة قائما ... بخطبته الغراء سهل بن مالك ) .
( وأما ابن عياش ومن كان مثله ... فضلوا جميعا بين تلك المسالك ) .
( ومات وماتوا حسرة وحسادة وغيظا فقلنا هالك في الهوالك ) وسهل بن مالك له ترجمة مطولة C تعالى .
ومن حكاياتهم في الوفاء وحين الاعتذار والقيام بحق الإخاء أن الوزير الوليد بن عبد الرحمن بن غانم كان صديقا للوزير هاشم بن عبد العزيز ثابتا على مودته ولما قضى الله تعالى على هاشم بالأسر أجرى السلطان محمد بن عبد الرحمن الأموي ذكره في جماعة من خدامه والوليد حاضر فاستقصره ونسبه للطيش والعجلة والاستبداد برأيه فلم يكن فيهم من اعتذر عنه غير الوليد فقال أصلح الله تعالى الأمير ! إنه لم يكن على هاشم التخير في الأمور ولا الخروج عن المقدور بل قد استعمل جهده واستفرغ نصحه وقضى حق الإقدم ولم يكن ملاك النصر بيده فخذله من وثق به ونكل عنه من كان معه فلم يزحزح قدمه عن موطن حفاظه حتى ملك مقبلا غير مدبر مبليا غير فشل فجوزي خيرا عن نفسه وسلطانه فإنه لا طريق للملام عليه وليس عليه ما جنته الحرب الغشوم وأيضا فإنه ما قصد