وقال صالح بن شريف في البحر وهو أحسن ما قيل فيه .
( البحر أعظم مما أنت تحسبه ... من لم ير البحر يوما ما رأى العجبا ) .
( طام له حبب طاف على زرق ... مثل السماء إذا ما ملئت شهبا ) .
وقال أيضا .
( ما أحسن العقل وآثاره ... لو لازم الإنسان إيثاره ) .
( يصون بالعقل الفتى نفسه ... كما يصون الحر أسراره ) .
( لا سيما إن كان في غربة ... يحتاج أن يعرف مقداره ) .
وقال ابن برطلة .
( خطوب زماني ناسبتني غرابة ... لذلك يرميني بهن مصيب ) .
( غريب أصابته خطوب غريبة ... وكل غريب للغريب نسيب ) .
وهذا من أحسن التضمين الذي يزري بالدر الثمين .
ودخل ابن بقي الحمام وفيه الأعمى التطيلي فقال له أجز .
( حمامنا كزمان القيظ محتدم ... وفيه للبرد صر غير ذي ضرر ) فقال الأعمى .
( ضدان ينعم جسم المرء بينهما ... كالغصن ينعم بين الشمس والمطر ) ولا يخفى حسن ما قال الأعمى