وإنما ذكرت هذه القصيدة - مع طولها - لبراعتها ولأن كثيرا من الناس لا يذكر جملتها ويظن أن ما في القلائد وغيرها منها هو جميعها وليس كذلك فهي وإن اشتهرت بالمشرق والمغرب لم يذكر جملتها إلا القليل وقد كنت وقفت بالمغرب على تسديس لها لبعض علماء المغرب ولم يحضرني منه الآن إلا قوله في المطلع .
( ما للعيون بسهم الغنج تصمينا ... وعن قطاف جنى الأعطاف تحمينا ) .
( تألف كان يحيينا ويضنينا ... تفرق عاث في شمل المحبينا ) .
( أضحى التنائي بديلا من تدانينا ... وناب عن طيب دنيانا تجافينا ) .
وما أحسن قوله في هذا التسديس .
( ما للأحبة دانوا بالنوى ورأوا ... تعريض عهد اللقا بالبعد حين نأوا ) .
( رعاهم الله كانوا للعهود رعوا ... فغيرتهم وشاة بالفساد سعوا ) .
( غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نغص فقال الدهر آمينا ) .
وقد ذكرنا في الباب الرابع موشحة ابن الوكيل التي وطأ فيها لنونية ابن زيدون هذه فلتراجع .
رجع وقال ذو الوزارتين ابن زيدون يتغزل .
( وضح الصبح المبين ... وجلا الشك اليقين ) .
( ورأى الأعداء ما غرتهم ... منك الظنون ) .
( أملوا ما ليس يمنى ... ورجوا ما لا يكون ) .
( وتمنوا أن يخون العبد ... مولى لا يخون )