( فهن مع السيدان في البر عسل ... وهن مع النينان في البحر عوم ) .
انتهى .
والمستعين بن هود هو أحمد بن المؤتمن على أمر الله يوسف بن المقتدر بالله أحمد بن المستضيء بالله سليمان بن هود الجذامي رحم الله تعالى الجميع .
وعبر المذكور عن قضية ابن وهبون في هلال شوال بما نصه خرج ابن وهبون يوما لنظر هلال شوال وأبو بكر ابن القبطرنة الوزير يسايره وهو يومئذ غلام يخجل البدر ويذوي الغصن النضر وصفحته لم يسطرها العذار بأنقاسه ووردة خده لم يسترها الشعر بآسه فارتجل عبد الجليل .
( يا هلال استتر بوجهك عني إن مولاك قابض بشمالي ) .
( هبك تحكي سناه خدا بخد ... قم فجئني لقده بمثال ) وقد ذكرنا هذه الحكاية في حذف غير هذا الموضع بلفظ الفتح في القلائد ولكنا أعدناها هنا لتعبير صاحب البدائع عنها محاكيا لطريقته .
وذكر ابن بسام أن الوزير أبا عبد الله ابن أبي الخصال وقف بباب بعض القضاة واستأذن عليه فحجب عنه فكتب إليه بديها .
( جئناك للحاجة الممطول صاحبها ... وأنت تنعم والإخوان في بوس ) .
( وقد وقفنا طويلا عند بابكم ... ثم انصرفنا على رأي ابن عبدوس ) .
أشار به إلى قول الوزير أبي عامر بن عبدوس .
( لنا قاض له خلق ... أقل ذميمه النزق ) .
( إذا جئناه يحجبنا ... فنلعنه ونفترق ) .
وهو تمليح مليح سامح الله تعالى الجميع .
وقال أبو جعفر الكاتب القرطبي الربضي .
( وأبي المدامة ما أريد بشربها ... صلف الرقيع ولا انهماك اللاهي ) .
( لم يبق من عصر الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلا هي ) .
( إن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للناس لا لله ) .
وبعضهم ينسبها لأبي القاسم عامر بن هشام والصواب - كما قال ابن الأبار - الأول .
وقال أبو جعفر المذكور في فوارة رخام كلفه وصفها والي قرطبة .
( ما شغل الطرف مثل فائرة ... تمج صرف الحياة من فيها ) .
( إشرب بها والحباب في جذل ... يظهره حسنها ويخفيها ) .
( تكاد من رقة تضمنها ... تخطبها العين إذ توافيها ) .
( كأنها من درة منعمة ... زهراء قد ذاب نصفها فيها ) .
ومن شعره أيضا