بها وقمع عدوها ويعرض بذكر مصر وشدة حرها ووقد جمرها وذلك بعد أن كان وصل إلى خدمته بالثغر ثم رجع إليها والأبيات .
( أروي رماحك من نحور عداكا ... وانهب بخيلك من أطاع سواكا ) .
( واركب خيولا كالسعالي شزبا ... واضرب بسيفك من يشق عصاكا ) .
( واجلب من الأبطال كل سميدع ... يفري بعزمك كل من يشناكا ) .
( واسترعف السمر الطوال وروها ... واسق المنية سبفك السفاكا ) .
( وسر الغداة إلى العداة مبادرا ... بالضرب في هام العدو دراكا ) .
( وانكح رماحك للثغور فإنها ... مشتاقة أن تبتني بعلاكا ) .
( فالعز في نصب الخيام على العدا ... تردي الطغاة وتدفع الملاكا ) .
( والنصر مقرون بهمتك التي ... قد أصبحت فوق السماك سماكا ) .
( فإذا عزمت وجدت من هو طائع ... وإذا نهضت وجدت من يخشاكا ) .
( والنصر في الأعداء يوم كريهة ... أحلى من الكأس الذي رواكا ) .
( والعجز أن تضحي بمصر راهنا ... وتحل في تلك العراص عراكا ) .
( فأرح حشاشتك الكريمة من لظى ... مصر لكي نحظى الغداة بذاكا ) .
( فلقد غدا قلبي عليك بحرقة ... شغفا ولا حر البلاد هناكا ) .
( وانهض إلى راجي لقاك مسارعا ... فمناه من كل الأمور لقاكا ) .
( وابرد فؤاد المستهام بنظرة ... وأعد عليه العيش من رؤياكا ) .
( واشف الغداة غليل صب هائم ... أضحى مناه من الحياة مناكا ) .
( فسعادتي بالعادل الملك الذي ملك الملوك وقارن الأفلاكا ) .
( فبقيت لي يا مالكي في غبطة ... وجعلت من كل الأمور فداكا ) .
فلما تلا الصاحب على الحاضرين محكم آياتها وجلا منها العروس التي حازت من المحاسن أبعد غاياتها أخذ الناس في الاستحسان لغريب نظامها