ولما استحسن المعتمد قول المتنبي .
( إذا ظفرت منك المطي بنظرة ... أثاب بها معيي المطي ورازمه ) .
قال ابن وهبون بديهة وقد تقدم ذكرهما فأمر له بمائتي دينار .
ولما قال ابن وهبون المذكور .
( غاض الوفاء فما تلقاه في رجل ... ولا يمر لمخلوق على بال ) .
( قد صار عندهم عنقاء مغربة ... أو مثل ما حدثوا عن ألف مثقال ) قال له المعتمد عنقاء مغربة وألف مثقال يا عبد الجليل عندك سواء فقال نعم قال قد أمرنا لك بألف دينار وبألف دينار أخرى تنفقها .
وذكر القرطبي صاحب ( ( التذكرة ) ) في كتابه قمع الحرص بالزهد والقناعة ما صورته روينا أن الإمام أبا عمر ابن عبد البر رضي الله تعالى عنه بلغه وهو بشاطبة أن أقواما عابوه بأكل طعام السلطان وقبول جوائزه فقال .
( قل لمن ينكر أكلي ... لطعام الأمراء ) .
( أنت من جهلك هذا ... في محل السفهاء ) .
لأن الاقتداء بالصالحين من الصحابة والتابعين وأئمة الفتوى من المسلمين من السلف الماضين هو ملاك الدين فقد كان زيد بن ثابت - وكان من الراسخين في العلم - يقبل جوائز معاوية وابنه يزيد وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما - مع ورعه وفضله - يقبل هدايا صهره المختار بن أبي عبيد ويأكل