( لم تقبل الدنيا على ناسك .
إلا وبالرحب تلقاها ) .
( وإنما يعرض عن وصلها ... من صرفت عنه محياها ) وقال أبو القاسم بن بقي .
( ألا إنما الدنيا كراح عتيقة ... أراد مديروها بها جلب الأنس ) .
( فلما أداروها أثارت حقودهم ... فعاد الذي راموا من الأنس بالعكس ) .
وقال أبو محمد عبد الله بن العسال الطليطلي .
( انظر الدنيا فإن أبصرتها ... شيئا يدوم ) .
( فاغد منها في أمان ... إن يساعدك النعيم ) .
( وإذا أبصرتها منك ... على كره تهيم فاسل عنها واطرحها وارتحل حيث تقيم ) وقال ابن هشام القرطبي .
( وأبي المدامة لا أريد بشربها ... صلف الرقيع ولا انهماك اللاهي ) ( لم يبق من عهد الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلا هي ) .
( إن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للناس لا لله ) وقال أبو محمد ابن السيد البطليوسي مما نسبه إليه في ( المغرب ) .
( أخو العلم حي خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم ) .
( وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى ... يظن من الأحياء وهو عديم د ) .
وقال أبو الفضل بن شرف .
( لعمرك ما حصلت على خطير ... من الدنيا ولا أدركت شيا ) .
( وها أنا خارج منها سليبا ... أقلب نادما كلتا يديا ) .
( وأبكي ثم أعلم أن مبكاي ... لا يجدي فأمسح مقلتيا ) .
( ولم أجزع لهول الموت لكن ... بكيت لقلة الباكي عليا ) .
( وأن الدهر لم يعلم مكاني ... ولا عرفت بنوه ما لديا ) .
( زمان سوف أنشر فيه نشرا ... إذا أنا بالحمام طويت طيا ) .
( أسر بأنني سأعيش ميتا ... به ويسوءني أن مت حيا ) وقال الزاهد العارف بالله سيدي أبو العباس بن العريف نفعنا الله تعالى به [ البسيط ] .
( سلوا عن الشوق من أهوى فإنهم ... أدنى إلى النفس من وهمي ومن نفسي ) .
( فمن رسولي إلى قلبي ليسألهم ... عن مشكل من سؤال الصب ملتبس ) .
( حلوا فؤادي فما يندى ولو وطئوا ... صخرا لجاد بماء منه منبجس ) .
( وفي الحشا نزلوا والوهم يجرحهم ... فكيف قروا على أذكى من القبس ) .
( لأنهضن إلى حشري بحبهم ... لا بارك الله فيمن خانهم ونسي ) .
قلت وقد زرت قبره المعظم بمراكش سنة عشر وألف وهو ممن