على نهر قرطبة مجاورة لها من جهة الجنوب قال ابن سعيد وهو ممن كان بينه وبين والدي صحبة أكيدة ومجالسات أنس عديدة ومزاورات تتصل ومحاضرات لا تكاد تنفصل وانتفعت بمجالسته وله رسالة في تفضيل الأندلس يعارض بها أبا يحيى في تفضيل بر العدوة أورد فيها من المحاسن ما يشهد له بلطافة المنزع وعذوبة المشرع وكان جامعا لفنون من العلوم الحديثة والقديمة وعني بمجلس المنصور فكانت له فيه مشاهد غير ذميمة وولي قضاء بياسة وقضاء لورقة ولم يزل محفوظ الجانب محمود المذاهب سمعته ينشد والدي قصيدة في المنصور وقد نهض للقاء العدو منها .
( إذا نهضت فإن السيف منتهض ... ترمي السعود سهاما والعدا غرض ) .
( لك البسيطة تطويها وتنشرها ... فليس في كل ما تنويه معترض ) .
قال وسمعته يقول له أنشدت الوزير أبا سعيد ابن جامع قصيدة أولها .
( استوقف الركب قد لاحت لك الدار ... واسأل بربع تناءت عنه أقمار ) .
( لا خفف الله عني بعد بينهم ... فإنني سرت والأجباب ما ساروا ) .
ومنها .
( ألا رعى الله ظبيا في قبابهم ... منه لهم في ظلام الليل أنوار ) .
وله .
( عللاني بذكر من همت فيه ... وعداني عنه بما أرتجيه )