بحسن منظره وهي بلدة تجهز منها العروس التي تنتخب شورتها لا تفتقر في شيء من ذلك إلى سواها وهي للمرية ومالقة في صنعة الوشي ثالثة وقد اختصت بالبسط التنتلية التي تسفر لبلاد المشرق وبالحصر التي تغلف بها الحيطان المبهجة للبصر إلى غير ذلك مما يطول ذكره ولم تخل من علماء وشعراء وابطال .
وأما بلنسية فإنها لكثرة بساتينها تعرف بمطيب الأندلس ورصافتها من أحسن متفرجات الأرض وفيها البحيرة المشهورة الكثيرة الضوء والرونق ويقال إنه لمواجهة الشمس لتلك البحيرة يكثر ضوء بلنسية إذ هي موصوفة بذلك ومما خصت به النسيج البلنسي الذي يسفر لأقطار المغرب ولم تخل من علماء ولا شعراء ولا فرسان يكابدون معاقبة الأعداء ويتجرعون فيها النعماء ممزوجة بالضراء وأهلها أصلح الناس مذهبا وأمتنهم دينا وأحسنهم صحبة وأرفقهم بالغريب .
وأما جزيرة ميورقة فمن أخصب بلاد الله تعالى أرجاء وأكثرها زرعا ورزقا وماشية وهي على انقطاعها من البلاد مستغنية عنها يصل فاضل خيرها إلى غيرها إذ فيها من الحضارة والتمكن والتمصر وعظم البادية ما يغنيها وفيها من الفوائد ما فيها ولها فضلاء وأبطال اقتصروا على حمايتها من الأعداء المحدقة بها .
( من كل من جعل الحسام خليله ... لا يبتغي أبدا سواه معينا ) .
هذا - زان الله تعالى فضلك بالإنصاف وشرف كرمك بالاعتراف ما حضرني الآن في فضل جزيرة الأندلس ولم أذكر من بلادها إلا ما كل