( إشبيليا عروس ... وبعلها عباد ) .
( وتاجها الشرف ... وسلكها الواد ) .
أي شرف قد حاز ما شاء من الشرف إذ عم أقطار الأرض خيره وسفر ما يعصر من زيتونه من الزيت حتى بلغ الإسكندرية وتزيد قراه على غيرها من القرى بانتخاب مبانيها وتهمم سكانها فيها داخلا وخارجا إذ هي من تبييضهم لها نجوم في سماء الزيتون وقيل لأحد من رأى مصر والشام أيها رأيت أحسن هذان أم إشبيلية فقال بعد تفضيل إشبيلية وشرفها غابة بلا أسد ونهرها نيل بلا تمساح .
وقد سمعت عن جبال الرحمة بخارجها وكثرة ما فيها من التين القوطي والشعري وهذان الصنفان أجمع المتجولون في أقطار الأرض أن ليس في غير إشبيلية مثل لهما وقد سمعت ما في هذا البلد من أصناف أدوات الطرب كالخيال والكريج والعود والروطة والرباب والقانون والمؤنس والكثيرة والفنار والزلامي والشقرة والنورة - وهما مزماران الواحد غليظ الصوت والآخر رقيقه - والبوق وإن كان جميع هذا موجودا في غيرها من بلاد الأندلس فإنه فيها أكثر وأوجد وليس في بر العدوة من هذا شيء إلا ما جلب إليه من الأندلس وحسبهم الدف وأقوال واليرا وأبو قرون ودبدبة السودان وحماقي البرابر وأما جواريها ومراكبها برا وبحرا ومطابخها وفواكهها الخضراء واليابسة فأصناف